مقتل الامام الحسن عليه السلام ودور المعارضة في عدم دفنه قرب الرسول الكريم
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
لم يكتف معاوية بالصلح بل حاول قتل الامام الحسن عليه السلام والقضاء عليه فدس اليه السم ثلاث مرات ونجا منها الامام وفي المرة الرابعة طلب معاوية سما قاتلا من ملك الروم واتصل بجعدة لعنة الله عليها بنت الاشعث زوجة الامام الحسن عليه السلام ووعدها بان يزوجها من ولده يزيد الملعون ان هي قتلت الحسن عليه السلام فقبلت اللعينة فلما ارتكبت جريمتها ودست السم للحسن غدر بها معاوية فطالبته بالوفاء بعده اليها ، فقال إني أخاف على ولدي ان تقتليه كما قتلتي سيد شباب اهل الجنة واذا كنت لم تبالِ بقتل ابن بنت رسول الله فهل تبالين بقتل ولدي ، نعم وضعت الخبيثة السم في شربة من لبن وقام الامام عليه السلام صائما فلما صار وقت الافطار قدمت اليه جعدة ذالك اللبن المسموم فشربه الامام فلما سرى السم في بدنه الشريف وإذا به قد تغير لونه واحس بامعائه كانه تقطع بالسكايين وتشرح بالمواس فدعا في هذا الحال بطشت وصار يتقيأ دما ، فدخل عليه جنادة بن ابي امية رآه والطشت بين يديه يقذف فيه احشائه قطعة بعد قطعة فقال سيدي هل لا عالجت نفسك فقال عليه السلام بماذا اعالج الموت لقد سقيت السم ثلاث مرات وهذه الرابعة فلما وصل الخبر الى الحسين عليه السلام دخل على اخيه فرآه و الطشت بين يديه ويتقيأ دما جلس عنده وضمه اليه ثم قال اخي ابا محمد من الذي سقاك السم ومن اين دهيت قال اخي وماذا تريد منه دعني اخاصمه يوم القيامة بين يدي ربي ، أخي ان الذي قتلني لواحد ولكن لا يوم كيومك يا ابا عبد الله يزدلف اليك ثلاثون الفا فيقتلونك ويسبون ضراريك بينما هما في هذا الكلام واذا بالحنين والانين خلف الباب واذا بالعقيلة زينب وباقي الهاشميات خلف الباب جئن لعيادة الامام الحسن عليه السلام التفت الامام الحسن الى اخيه الحسين عليهما السلام قال اخي ابا عبد الله نح هذا الطشت عني لئللا تراه اختنا زينب فتجوع .
يا حسين شيل الطشت عني ........ خواتك يابو السجاد اجني
يردن يشبعن شوف مني .............. ويردن يخوي يودعني
يبجن علي اويندبني
فلما دخلت عليه العقيلة زينب وقع بصرها على ذلك الطشت وفيه احشاء اخيها الحسن عليه السلام فصاحت وآخاه وحاسناه
جتني المصايب طبك والهم ............. أول مصيبة بجدي الاكرم
وثاني مصيبة امصيبة الام ........ والثالث ابوي الغشمشم
والرابعة المجتول بالسم ........... ومصيبتك ياحسين اعظم
انا لا ادري اي الطشتين اعظم على قلب العقيلة عليها السلام اعظم هذا الطشت التي رات فيه احشاء اخيها الحسن ام ذاك الطشت التي رات فيه رأس اخيها الحسين بين يدي يزيد لعنه الله وبيده عصى الخيزران يضرب به شفتي ابا عبد الله عليه السلام لا شك ان الطشت الثاني اعظم لما رات رأس اخيها اللحسين يضربه يزيد بعصاه صاحت وآخاه واحسيناه يبن مكة ومنى يبن زمزم والصفا اخي اهكذا يصنع براسك بعد القتل يا حبيب رسول الله فبكى الحاضرون لندبتها .
خوي يحسين راسك حين شفته ......... تلعب عصا يزيد على شفته
ذاك الوكت وجهي لطمته ............ اوصديتله ابحركه اوندهته
انشلت يمينك يالضربته ................ لمن سمعني الرجس لمته
شتمني اوتعدتله شتمته
ما تدري يخويه شلون حالي .......... وسط الطشت راسك كبالي
كلمن شاف ذل حالي بجالي ............ عدوانك علي بدو يبجون
خوي عساني بجتل وروح وياك .......... والاشوف الرجس يضرب ثناياك
اولاضل يسيره ابولية عداك
لما قضى الامام الحسين عليه السلام نحبه قام الامام الحسين بتجهيزه وتكفينه وتغسيله ثم صلى عليه وحمله مع بني هاشم على سريره اقبلوا بنو هاشم يحملون نعش الامام عليه السلام قاصدين قبر النبي ليجددوا له عهدا بزيارة قبر جده فاقبل مروان بن الحكم حتى دخل على احدى زوجات الرسول وقال والله لأن دفن الحسن عند جده لا تبقى فضيلة لابيك وصاحبه فقومي فامنعي دفن الحسن عند رسول الله فاقبلت راكبة على بغلة في جمع من بني امية يتقدمهم مروان لعنة الله عليه وهو ينادي يارب هيجا هي خير من دعة ايدفن عثمان باقصى المدينة ويدفن الحسن عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا وهي تنادي الله الله يا بني هاشم لاتدفنوا في بيتي من لا احب ومن هو الحسن حتى لا تحبيه اليس هو ريحانة رسول الله وسبطه الذي حبهُ ايمانا وبغضه كفر كفر لكن لماذا العجب وقد فعلت ما هو اعظم .
لا غرو ان حاربت سبط الهدى .......... فعلى الكرار قدما افارت اعظم المحن
وان تك فعلت بآل مافعلت ............... فذا البناء على ذاك الاساس بني
اقبل اليها محمد بن الحنفية فقال لها يوما تقاتلين ابي امير المؤمنين على جمل وهذا اليوم تمنعين اخي الحسن عليه السلام من الدفن والله لولا وصية من اخي الحسن عليه السلام لعلمت ان هؤلاء اقصر باعا من ردنا عن ذالك وجاء لها عبد الله بن عباس فقال يا امة الله اما كفاك ان يقال يوم الجمل حتى اردت ان يقال يوم البغل ثم انشد يقول
تجملت تبغلت ولو عشت تفيلت ......... لك التسع من الثمن وللكل تملكت
فغضبت من كلام ابن عباس وقالت لا يدفن الحسن عند جده ابدا او تجز هذه واشارت الى شعرها وكانت هذه الكلمات بمثابة كلمة سر بينها وبين بنو امية فلما قالت ذلك وجه الامويين سهامهم الى جنازة امامنا الحسن فرموها حتى اصابوا النعش سبعون سهما فمد بنو هاشم ايديهم الى قوائم سيوفهم وارادوا القتال وكادت الفتنة ان تقع ولكن الامام الحسين عليه السلام اقبل ينادي فيهم الله يابني هاشم في وصية اخي الحسن لا تضيعوها فالتفت فاذا بابي الفضل العباس واضعا يده على قائم سيفه وهو ينادي يا بني هاشم اترمى جنازة اخي الحسن وانتم تنظرون ؟
جابوه لكبر جده يزورونه ......... صاحت يابني هاشم بيتي لا تدفنونه
ابو فاضل جذب سيفه وتنخى وغارت عيونه ........ من شاف النبل يعصف من كوم المره ومروان
فاقبل اليه اخيه الحسين وضمه الى صدره وقال اخي العباس ليس هذا يومك لك يوم اعظم من هذا اليوم ويقصد يوم عاشوراء وقف الحسين على اخيه العباس فرآه مطروحا على نهر العلقمي مقطوع اليدين مرضوض الجبين السهم نابت في العين انحنى على اخيه العباس واضعا يده على خاصرته وهو ينادي الان انكسر ظهرسي وقلت حيلتي وشمت بي عدوي .
ثم عدلوا بجنازة الامام الحسن عليه السلام الى البقيع ثم انزلوه وجثمانه الى قبره الشريف ونزل اخوه الحسين الى قبره ودفنه بجانب جدته فاطمة بنت اسد واهال التراب عليه ولما فرغ الحسين من مراوة اخيه تفرق المشيعيون فبقى في اخوته واهل بيته جلس على قبر اخيه الحسين يحثو التراب بانامله وقد سالت دموعه على خديه وهو يقول
اادهن راسي ام تطيب مجالسي ........... وخدك معفور وانت تريب
غريب واطراف البيوت تحوطه ................ الاكل من تحب التراب غريب
بكائي طويل والدموع غزيرة ............. وانت بعيد والمزار قريب
وليس حبيبا من اصيب بماله .............. ولكن من وارى اخاه حبيب .
مدري شكال من نزل بكبره ............ فوك الوجن ظل يسجب العبرة
عفى كلب الحسين شكثر صبره .......... الوفه من صخر جا صار نصين
فاقامه اخوته من على قبر اخيه الحسن فجاءوا به الى المنزل يسلونه ويخففون عنه الم المصاب اقول هذا ابو عبد الله عند قبر الحسن وحوله بنو هاشم حوله العشيرة حوله الاخوان والاقارب ولكن من الذي كان معه يوم عاشوراء لما وقف عند قبر اخيه العباس ومن الذي اقام الحسين من على جسد اخيه العباس نعم قام الحسين وحيدا فريدا يكفكف دموعه بكمه عاد الى المخيم منحي الظهر ....
كام حسين منحنيه اضلوعه ............. مثل صب المطر صبت دموعه
طلعت صارخه زينب بلوعه ................ تكله طاح اخوي وكمت عنه
نعم كانت معه في ذلك اليوم اخته زينب
يعباس حس حسين يمك ........... يبجي وخلط دمعه بدمك
حاير بابو فاضل بلمك ........... وسكنه تسلي الطفل باسمك
تكله ساعة ويجيب الماي عمك
عباس تسمع زينب تدعوك من ............. لي يا حماي اذا العدى نهروني
او لست تسمع ما تقول سكينة ............. عماه يوم الاسر من يحميني
عظم الله لكم الاجر بمصاب الامام الحسن عليه السلام