تتابعت كتب أهل الكوفة إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وهي تحثه على المسير والقدوم إليهم لإنقاذهم من ظلم الأمويِّين وعُنفهم ، وكانت بعض تلك الرسائل تحمِّلُه المسؤولية أمام الله والأمة إن تأخر عن إجابتهم .
ورأى الإمام – قبل كل شيء – أن يختارَ لِلُقيَاهُم سفيراً له ، يُعرِّفه باتجاهاتهم وَصِدقِ نِيَّاتِهم ، فإن رأى منهم نيَّة صادقة ، وعزيمة مُصمَّمة ، فيأخذ البيعة منهم ، ثم يتوجّه إليهم بعد ذلك .
وقد اختار ( عليه السلام ) لسفارتِه ثقتَه وكبيرَ أهلِ بيتِه مسلم بن عقيل ، فاستجاب له عن رِضىً ورغبة ، وَزوَّدَهُ برسالة
وكانت صيغة البيعة الدعوة إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وجهاد الظالمين ، والدفع عن المستضعفين ، وإعطاء المحرومين ، وقِسمَة الغنائم بين المسلمين بالسويَّة ، وَرَد المَظالم إلى أهلها ، ونصرة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
فلكن مُنِي جيشُ مسلم بهزيمة مُخزية لم يَحدث لها نظير في جميع فترات التاريخ ، فقد هَزمَتهُ الدعايات المُضلِّلة من دون أن تكون في قِبالِهِ أيَّة قُوَّة عسكرية .بسبب تسلط يزيد وتهديده للناس بالقتل وايضا اغرائهم بالمال والترف فتحولوا عن بكرة ابيهم من مناصرين الى معاندين لمسلم(ع)
ولم يمضِ قليل من الوقت حتى انهزم معظم جيش مسلم
وقد أصدرت سلطات ابن زياد أمراً تَضمَّنَ ما يأتي :
أولاً : الحكم بالإعدام على كل من آوى مسلماً مهما كانت مكانته الاجتماعية .
ثانياً : إنَّ دِيَّة مسلم تكون لمن جاء به .
ثالثاً : إن من ظَفِر بمسلم تمنحه السلطة عشرة آلاف درهم .
رابعاً : إن من يأتي به يكون من المُقرَّبين عند الطاغية يزيد ، وينال ثقته .
وتَمَنَّى أكثر أولئك الأوغاد الظفر بمسلم بين عقيل ، لينالوا المكافأة ، وكذا التَقَرّب إلى يزيد بن معاوية .
وبعد أن جرت معركة غير متكافئة بين مسلم وبين أزلام ابن زياد جُرح فيها مسلم وسقط على الأرض ، فوقع في أسر أعدائه ، وسلَّموه إلى الطاغية ابن زياد ، فأمر بإلقائه من أعلى القصر .
واستقبل مسلم الموت بثغر باسم ، فَصُعِدَ به إلى أعلى القصر ، وكان يسبِّح الله ويستغفره بِكلِّ طُمأنينة ورضا ويقول : ( اللَّهُمَّ احكُمْ بيننا وبَين قَومٍ غَرّونا وَخذلونا ) .
واستُدعِيَ الجَلاَّدُ ، فَضَربَ عُنُقَه ، وَرَمى برأسه وجسدهِ ( عليه السلام ) إلى الأرض .
وسقط مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) شهيداً ، دفاعاً عن الحق ، ودفاعاً عن مولاه الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
ولاننسى ان نذكر من اوى مسلم في بيته وهي طوعه رضي الله عنها ونعم المرأة الموالية لابي عبدالله (ع) وقد جزاها مسلم خيرا وكافئها بالجنة ولكن ابنها العاق اللعين كان السبب في انقضاض جيش يزيد على مسلم وقتله بعد ان لعب في نحورهم لعب الابطال مذكرا الاعداء بصولات وجولات عمه امير المومنين علي عليه السلام فرحمك الله يامسلم ورقنا الله الخلود معك في الجنة يا نصير الحسين وحامل لوائه ...
:23>>: :23>>: :23>>: :23>>: :23>>: :23>>: